تأتى أهمية التقرير في تقديمه حصيلة معرفية قطاعية في المؤشرات الدولية الأهم، حيث يجمع كل ما يخص مصر وفق هذه المؤشرات، ويساعد على فهم الواقع المصري واستنتاج خلاصات الإجراءات التصحيحية. لتمثل إضافة للباحثين وصناع القرار باتجاهات مؤشر 2018. كما يأتي التعريف بمنهجية عمل تلك المؤشرات إضافة دائمة تشرح طريقة عملها وفق آخر تحديث.
قامت الدراسة رصد مسار تنظيم القاعدة في اليمن والسعودية، واستجلاء ملامح خطابه الشرعي وعقيدته القتالية وخصائص تجربته ومميزات أدائه، ودوره في الاستراتيجية العامة لتنظيم القاعدة، واستشراف مستقبله، وذلك في ضوء المادة الإعلامية والفكرية الصادرة عنه، وما احتوت عليه "وثائق أبوت أباد" من رسائل وتوجيهات تبادلها أسامة بن لادن مع قادة تنظيميه حول جزيرة العرب، وتضمنت ملاحظات مهمة لا يمكن فهم دواعي تأسيس فرع للقاعدة في جزيرة العرب دون الاطلاع عليه.
نظرا لأن الجماعة الإسلامية مثلت الرافد الثاني للتيار الجهادي المصري خلال عهدي السادات ومبارك، فقد تناولت هذه الدراسة تجربة الجماعة من خلال تتبع جذور نشأتها كحركة طلابية مطلع السبعينات، ثم تسييسها بمرور الوقت وتحولها إلى حركة ذات إطار فكري ومنهجي تناهض النظام الحاكم، وبيان منطلقات الجماعة الشرعية والفكرية، ونظرتها للجماعات الإسلامية الأخرى، ومكونات بنيتها التنظيمية، والقمع الأمني الذي دفعها دفعا للدخول في صدام مسلح مع النظام، ومحاور عمل الجناح العسكري للجماعة وأبرز عملياته، والاستراتيجية الأمنية التي اتبعها نظام مبارك في مواجهة الجماعة، وصولا إلى تناول مبادرة وقف العنف وما نتج عنها، ثم تقييم موجز لتجربة الجماعة.
يمكن تناول ظاهرة ثبات السياسات العامة المصرية بعد الثورة من خلال أكثر من مقاربة، مثل المقاربة السياسية أو المقاربة الاقتصادية/المالية أو المقاربة المؤسساتية. واختارت هذه الورقة أن تتناولها من خلال مقاربة السياسات العامة، لأنها الأقرب لفهم هذه الظاهرة خاصة على المستوى التنفيذي. ومع الإقرار بأن السياسة، تؤثر بشكل كبير على السياسات العامة، فإن هذه الورقة تفترض أن البيئة السياساتية، التي تعمل بها السياسات العامة هي المؤثر الأهم في عملية صنع السياسات العامة خاصة بعد الانتفاضات الشعبية وفي مراحل التحول السياسي، وهي المراحل التي تتميز بعدم الاستقرار والغموض إلى حد كبير، وهو الذي يؤثر بشدة على دورة السياسات العامة التقليدية والمستمرة لفترات طويلة، وأن هذه البيئة السياساتية يؤثر فيها عدد من العوامل الهامة منها الأفكار والمؤسسات والمصالح والمنظمات الدولية والأشخاص.
والفكر السياسي هو نتاج عمل مفكرين، وترجمة لأنساقهم المعرفية (تصوراتهم عن الوجود والحياة) ومنظوراتهم المنهجية. ومن ثم فالفكر السياسي الإسلامي هو مجموع الأفكار وطرائق التفكير المتعلقة بالظاهرة السياسية التي قدمها علماء ومفكرون عبر عصور الإسلام. وقد انبنى هذا الفكر من خلال تفاعل العقل المسلم مع ثلاث نواحٍ: مع الأصول المرجعية (من القرآن والسُّنة)، ومع البنى المنهجية التي أنتجتها معارف إسلامية أساسية، بالإضافة إلى التفاعل مع البيئة الحضارية والواقعية التي عاش في ظلها هؤلاء الفلاسفة والفقهاء والمفكرون.