وتنطلق الدراسة من ثلاث مقدمات ضرورية في تصور المشروع السياسي للحركة، الأول: دخول طالبان لعالم السياسة كان عفوياً بعد سيطرتها على الحكم في كابول، ولم يسبقه أي دراسة نظرية أكاديمية أو تنظير فكري سياسي من قادة الحركة، والثاني، أنه لم يحدث أي تغير ملحوظ في لب المشروع، المتمثل في التمسك باستقلالية وإسلامية أفغانستان، إنما ازداد اطّلاع الحركة على الواقع السياسي الإقليمي والعالمي، وطوّرت أداءها وأدواتها في التعامل معه، والثالث، أن التغير الذي طرأ على سياسة الحركة كان جله في النواحي الاجتماعية والإعلامية التي كان الأصل فيها التشديد والمنع كإلزام الرجال باللحى والنساء بالنقاب وعدم خروجهن إلا بمحرم وتحريم التصوير وحظر التلفاز الخ.. الخ..
أعلن المسؤولون في مصر منذ العام 2015 عن مبادرات لدمج الاقتصاد غير الرسمي في الاقتصاد الرسمي، ومن أجل تحقيق هذا الهدف تم الإعلان أكثر من مرة عن إعفاءات ضريبية لمدة خمس سنوات، وغيرها من المساعدات. وقد تصاعد الاهتمام عالميًا وبالأخص في العقود الأخيرة بظاهرة الاقتصاد غير الرسمي وخصوصًا في الدول المتقدمة. هناك الكثير من الدراسات التي تقوم بدراسة حجم ومستوي نمو أنشطة الاقتصاد غير الرسمي، وما إذا كانت تتزايد أم لا؟، وهل من الممكن قياس حجمه والتحكم فيه؟، وهل الأنشطة المصاحبة لوجوده كبيرة أم لا؟ تحاول الورقة في البداية وضع تعريف للاقتصاد غير الرسمي، وكذلك معرفة حجمه وطبيعته في مصر، وآثاره السلبية والإيجابية على الاقتصاد، وما هي الفوائد التي ستعود على المجتمع ككل جراء دمج جزء معتبر منه في الاقتصاد الرسمي؟ والسياسات الحكومية التي اُتخذت في هذا الصدد خلال الفترة 2015 ـ 2019.
تنطلق الدراسة من فرضية أن تلك المرحلة من تطور المجتمعات العربية ذات تعقيد خاص، حيث تتضاعف المشكلات والتصدعات بتأثير الأزمات الاقتصادية الكامنة ولكن الناتج الأساسي لها هو السعي المحموم لملاحقة التأثير على الأوضاع المعيشية والاجتماعية للطبقات الدنيا والوسطى، وهو الأمر الذي يسفر عنه انكماش شديد في الجهد التطوعي والروح التطوعية في المجتمع، ويحتاج الأمر إلى جهود علمية مكثفة لفهم تلك الأوضاع كلها وإبداع أشكال وقنوات لإعادة تدفق الجهد التطوعي الذي يمثل المكون الأساسي للمجتمع المدني، ومن الصعب اقتراح هذه الأشكال والقنوات قبل الدراسة المستفيضة للأشكال والقنوات الفعلية التي تنتجها الحياة.
تسعى الدراسة إلى فهم الانقسام العقدي الحاد الذي مسَّ صميم البنية الأيديولوجية لتنظيم الدولة الإسلامية على نحو موثق وشامل، مستفيدين مما نشره وسرَّبَه المنشقون من عناصر وقادة التنظيم من وثائق وشهادات، وما أصدرته مؤسساته المعتمدة من بيانات ونشرات وتعميمات، وهي المواد التي صار ممكنا من خلالها بناء تصور واضح عن أسباب وأبعاد الخلافات المنهجية داخله ومدى عمقها واتساعها. وتهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على زاوية في تنظيم الدولة الإسلامية طالما أراد لها التنظيم أن تبقى في الظل، حفاظا على تماسك بنيته وتوحد أنصاره واتباعه، وهي الزاوية التي تناسل فيها الخلاف والصراع بين قادته وشرعييه، واحتد فيها الشقاق بينهم إلى الدرجة التي تحول فيها التنظيم إلى تيارات كلامية متنافسة تراشقت تهم التبديع والتكفير فيما بينها.
إن دراسة تكتيك "الذئب المنفرد" ضمن الحالة الجهادية بمعزلٍ عن السياق العام لهذه الظاهرة قد يؤدي إلى استنتاجات مجتزأة أو خاطئة، لذلك فإن الفهم الدقيق لهذا المصطلح الذائع صيته في الدوائر الإعلامية والسياسية والحكم على استخداماته المعاصرة يتطلب تشريحا عميقًا بدءًا من خلفيته وجذوره التاريخية وحتى اللغط اللغوي الدائر حوله في أوساط الباحثين.
في ظل سعي بعض جماعات المقاومة نحو تحقيق أهداف أخرى متجاوزة دورها الأول، بات سلاحها وأجندتها محل إشكال للأطراف الإقليمية والمحلية. وكأنها لم تتخذ من هذه القضية سوى جسر عبور لما هو أولى بالنسبة لها. فلا تتردد في خوض المعارك والحروب مع أبناء وطنها الواحد، أو الجوار، كما هو حال المقاومة الإسلامية في لبنان أو "حزب الله". فما هي مبررات ذلك؟ وما الأدوار الوظيفية التي يقوم بها الحزب حتى يشترك في هذه المعارك؟
تنطلق الدراسة من أنه لم تعد المجالات الأربعة التي عرفت في المواجهة المسلحة التقليدية بين الدول (البر والبحر والجو والفضاء) وحدها على الساحة الدولية بل دخل مجال خامس لهذه المواجهة وهو (الفضاء الإلكتروني)، حيث من المتوقع أن تكون الحرب الإلكترونية (Cyber War) السمة الغالبة إن لم تكن الرئيسية للحروب المستقبلية في القرن الواحد والعشرين. وتكمن خطورة حروب الإنترنت والشبكات في كون العالم أصبح يعتمد أكثر فأكثر على الفضاء الإلكتروني (Cyberspace)، لا سيما في البنى التحتية المعلوماتية العسكرية والمصرفية والحكومية إضافة إلى المؤسسات والشركات العامة والخاصة. ولا شك أنّ ازدياد الهجمات الإلكترونية والتي نشهد جزءًا بسيطا منها اليوم يرتبط أيضًا بازدياد هذا الاعتماد على شبكات الكمبيوتر والإنترنت في البنية التحتية الوطنية الأساسية، وهو ما يعني إمكانية تطوّر الهجمات الإلكترونية اليوم لتصبح سلاحًا حاسمًا في النزاعات بين الدول في المستقبل، علمًا أنّ أبعاد مفهوم الحرب الإلكترونية لا تزال غير مفهومة لدى شريحة واسعة من المراقبين وحتى العامة.
تتناول الدراسة ظاهرة عسكرة قطاع التعليم، وعسكرة التعليم بدأت حيث قامت المؤسسة العسكرية بإنشاء مدارس خاصة مملوكة للقوات المسلحة، كذلك كلية الطب العسكري، المدرسة التكنولوجية التابعة لوزارة الإنتاج الحربي. وكذلك عسكرة المناصب القيادية بوزارة التربية والتعليم، وأيضا إشراف جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة على توريد وجبات التغذية المدرسية بالمدارس والإشراف على مطابخ المدينة الجامعية لجامعة القاهرة.
منذ طرح "رؤية 2030" قبل أكثر من ثلاث سنوات، يتصاعد الجدل حول مآلات "المرحلة الانتقالية" التي تمرُّ بها المملكة العربية السعودية، وما إذا كانت ستنتهي بتنفيذ هذه الرؤية على الرغم من الصعوبات والتحديات أمامها، بما يعنيه من نجاحٍ في صياغة "سياسات عامة" على أسسٍ سليمة، بحيث تؤدي إلى حل/تقليص الأزمات التي تعانيها الدولة. في حين يجادل آخرون بأن هذه الرؤية لا تمثّل جديدًا نوعيًا بالنسبة لمجمل عملية صنع السياسات العامة في السعودية، التي تبقى محكومة بمجموعة من المحدّدات/العوائق الهيكلية، التي تعكس بدورها أزمات النظام سواء الموروثة من عهود سابقة أم المستجدة في عهد الملك سلمان.
حاولت هذه الورقة البحثية أن ترجعَ إلى الجذور الأوليّة المُؤسّسة لظواهر التطرّف العنيف والإرهاب في العالم الإسلامي، وذلك انطلاقا من الأفكار التّي أسّس لها مالك بن نبي في كتبه، فتُقدِّمَ "عالمَ الأفكار" -على العوالم الأخرى بتعبيره- في فهم الجذور الأولى لهذه الظواهر، باعتباره العالَم الأوّل المُنتج لما عداه من العوالم (عالماَ الأشخاص والأشياء)، إنّها تسعى في خطوةٍ ثانيةٍ إلى المُحاججة براهنية "تفكير بن نبي" في تجاوز هذه الظواهر المرضية التّي صارت بمثابة الأزمة الحضارية الأولى التّي يُعاني منها العالم الإسلامي في الزمن الراهن، وذلك عبر مُحاولة استنباط مقاربةٍ فكريةٍ منهجية استلهاما من "وحي بنّ نبي" لأجل معالجة هذه الأزمة ترتكز على حتمية تفعيل دور العلوم الاجتماعية (الفلسفة) في جامعاتنا ومُجتمعاتنا لمعالجة "المرض الذّي أصاب عالم أفكارنا" بشكلٍ بنيويٍ كسبيلٍ أمثلٍ لتجاوز هذه الأزمة الحضارية الراهنة، أزمة التطرّف العنيف والإرهاب في العالم الإسلامي.