تناول العدد الثامن والعشرين من مجلة المعهد المصري، إصدار أكتوبر/ تشرين الأول 2022، عدداً من الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية، التي تناولت مجموعة من القضايا محل الاهتمام على المستويات الإقليمية والدولية، وذلك على النحو التالي:
1ـ دراسة: تركستان الشرقية: خرائط الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، الباحث محمد أمين الأويغوري (تركستان):
يقوم تعريف الإبادة الجماعية حسب ما جاء في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 96/1 الصادر في 11 ديسمبر / كانون الأول 1946: "الإبادة الجماعية هي إنكار الحق في الوجود لمجتمع بشري بأكمله، كالقتل الذي هو إنكار لحق الناس في الحياة ... فإن هذا الحرمان من الحق في الوجود يهز ضمير البشرية، ويسبب خسارة كبيرة للقيم الإنسانية من حيث المساهمات الثقافية وغيرها من المساهمات التي تمثلها هذه المجتمعات، و الإبادة الجماعية هي إنكار للقانون الطبيعي، ومخالفة لروح الأمم المتحدة". وقد انطلقت الدراسة من هذا التعريف في تحليل ما يتعرض له مواطنوا تركستان الشرقية من انتهاكات تقوم بها الصين الشعبية منذ عام 1949.
2ـ دراسة: التوازنات العسكرية ومسارات الحرب الروسية الأوكرانية، د. محمد عصام لعروسي (المغرب)
سعى الباحث إلى دراسة التوازنات العسكرية في ظل الحرب الروسية-الأوكرانية، ومعرفة استراتيجيات الجيوش للدول الغربية وروسيا الاتحادية، وانعكاسات الصراع العسكري على قواعد النظام الدولي وبنيته الأساسية والوقوف على المخاطر المحدقة بالعالم، في ظل استمرار هذه الحرب، التي جاءت في مرحلة الإنهاك الاقتصادي بعد جائحة كورونا. ومحاولة بيان تضارب السرديات والاستراتيجيات العسكرية بين الفواعل الدولية والإقليمية، مما يجعل من إطالة أمد الصراع العسكري وعدم الرغبة في وقف إطلاق النار، سبباً للمزيد من تعقيد البنية التفاوضية لدى الأطراف المتصارعة وصعوبة الوصول إلى تسوية سياسية ترضي جميع الأطراف المتدخلة في ظل تنافر وتضارب المصالح بين القوى أطراف النزاع.
3ـ دراسة جنوب شرق آسيا: دراسة جيوستراتيجية وأمنية، د. أمينة حلال (الجزائر)
انطلقت الباحثة من أن منطقة جنوب شرق آسيا كانت ولا تزال قبلة الاهتمام الاستراتيجي للعديد من الجيوستراتيجيات الدولية المتنافسة ولعدة قرون. هذه الأهمية متأتية من الموقع الجغرافي الهام، والأهمية الاقتصادية لرابطة الآسيان، إلى جانب أن الأمن الطاقوي العالمي يعتمد في شقه الأكبر على أمن الممرات البحرية المتواجدة بالمنطقة وعلى رأسها مضيق ملقا وبحر الصين الجنوبي. كل هذه العوامل جعلت من المنطقة بؤرة للتنافس الجيوستراتيجي المستقبلي بين أهم القوى العالمية الكبرى، لذا يتوقف مستقبل الأمن بإقليم آسيا الباسيفيك يعتمد على استقرار هذه المنطقة.
4ـ المتغيرات الدولية وأثرها على الواقع الإقليمي للقارة الأفريقية، د. هاشم علي حامد (إثيوبيا)
القارة الأفريقية هي ثاني أكبر قارات العالم من حيث المساحة وعدد السكان، تأتي في المرتبة الثانية بعد آسيا. تبلغ مساحتها 30,2 مليون كيلومتر مربع (11,7 مليون ميل مربع)، وتتضمن هذه المساحة الجزر المجاورة، وهي تغطي 6% من إجمالي مساحة سطح الأرض، وتشغل 20,4% من إجمالي مساحة اليابسة. يبلغ عدد سكان أفريقيا 1,2 مليار نسمة يعيشون في 61 إقليماً، وتبلغ نسبتهم حوالي 14,8% من سكان العالم.
وهنا يسعى الباحث إلى الإجابة على التساؤل التالي: في ظل هذه القدرات التي تتمتع بها القارة، ما هي أهم المتغيرات الدولية في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وما هي تأثيراتها على القارة؟
5ـ دراسة: مفهوم العقيدة العسكرية وحكمها ومصادرها، اللواء دكتور/ رفيق أبو هاني (فلسطين)
لقد اجتهد المعنيون في دراسة العقيدة العسكرية في وضع تعريف دقيق لها، وأشارت العديد من الدراسات إلى أن المكان المقرّر والطبيعي للعقيدة العسكرية يكون في قمة الهرم العسكري في الدولة، وما دونها من مستويات عسكرية يتبع لها، حيث تشتمل مهام العقيدة العسكرية على رسم السياسات العليا في الأمور العسكرية، والتوجيهات العسكرية العليا، وإعداد البلاد بكل مقوماتها لخوض الحرب، وهذه هي المهام الرئيسة للعقيدة العسكرية.
ومن هنا تأتي أهمية الوقوف على مفهومها وأبعادها وحكمها ومصادرها التأسيسية.
6ـ دراسة: شبكات التواصل وقضايا الحقل الديني في مصر: قراءة في بنية المفاهيم، الباحث إبراهيم الشريف (مصر)
باتت وسائل التواصل الاجتماعي تلعب أدوارا بالغة الأهمية في البنى والهياكل الحضارية والثقافية للمجتمعات العربية بصورة غير مسبوقة، كما أن التطورات في هذا الحقل تتسارع بمستوى التطور التكنولوجي ذاته الذي يعيشه العالم، ومثل هذه الموضوعات أصبحت تفرض نفسها على المختصين في العلوم الاجتماعية لدراستها واستنباط أطرها الفكرية والعملية في محاولة لفهم التطورات المتسارعة، ويعد المجال الديني من أبرز المجالات التي تستحوذ على اهتمام الباحثين والمبحوثين في عالمنا العربي، كما تلعب الإنترنت أدوارا جديدة في هذا الأمر، وبات هذا المجال يفرض نفسه بصورة عاجلة للبحث والدراسة.
وفي هذا السياق تتعدد المفاهيم وتتنوع ما بين المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي والمرتبطة بالحقل الديني وتشكل هذه المفاهيم البنية الأساسية / التحتية لمواقع التواصل الاجتماعي وموضوع الإنترنت بشكل عام، وقد سعت الدراسة إلى تناول أهم هذه المفاهيم التي لا يمكن فهم العلاقات بين الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي إلا في إطارها.
7ـ دراسة: أزمة التزامات مصر من النقد الأجنبي: الأبعاد والمالات، د. أحمد ذكر الله (مصر)
هدف هذه الدراسة هو “تقدير الالتزامات الخارجية الراهنة بالعملة الصعبة على الاقتصاد المصري، والفجوة المترتبة على ذلك بين الإيرادات والالتزامات، ومن ثمّ تقدير امكانية سد هذه الفجوة والوفاء بهذه الالتزامات في المدى المنظور”.
8ـ السياسات الصحية في مصر: مبادرات في غياب الاستراتيجيات، د. مصطفى جاويش (مصر)
المشكلة المحورية موضوع الدراسة تشمل الإجابة على سؤالين أساسيين: السؤال الأول: هل تملك الحكومة المصرية وثيقة ترسم السياسة الصحية، والاستراتيجيات الداعمة لها؟ السؤال الثاني: هل يتم تطبيق تلك السياسات والاستراتيجيات على أرض الواقع فعليا، وما هو البديل عنها؟
9ـ دراسة: خريطة المتاحف في مصر: الانتشار والجدوى، د. حسين دقيل (مصر)
المتاحف مرآة تعكس حضارة وتاريخ الأمم أمام أبنائها، فتنمّي الوعي وتزيد الانتماء. والمتاحف تشكل في حد ذاتها وسيلة من أهم وسائل التعرف على تاريخ أمة من الأمم أو شعب من الشعوب. كما أن المتحف مؤسسة تربوية وثقافية وترفيهية، تعمل على خدمة المجتمع من خلال قيامها بجمع وحفظ وعرض وصيانة التراث الحضاري والتاريخي الإنساني والطبيعي.
ولما كانت أرض مصر خصبة بالمكتشفات الأثرية التي لا تتوقف، فقد سعت الحكومات المتتالية إلى الاهتمام بإنشاء المتاحف لحفظ وعرض تلك المكتشفات. لكن يبدو أن الأهداف الأساسية من إنشاء المتاحف لم تكن واضحة لدى العديد من تلك الحكومات، فالمتتبع لخريطة المتاحف بمصر، وانتشارها بالقاهرة والمحافظات، وتوزيعها بين الوزارات المختلفة والهيئات، يلاحظ مدى العشوائية في التنوع والتوزيع، ومن هنا جاءت هذه الدراسة لبيان خريطة المتاحف في مصر من حيث انتشارها وجدواها.
