العدد الثالث والعشرين يوليو 2021 / دراسات
جون آيكينبري ونهاية النظام الدولي الليبرالي
يوليو/تموز 2021

ملخص
في عددها الأول ضمن المجلد 94، الصادر عام 2018، نشرت مجلة “الشؤون الدولية” دراسة للمفكر الأميركي “جون آيكينبري” بعنوان نهاية النظام الدولي، انطلقت من أنه طيلة سبعة عقود من الزمن تمتّ الهيمنة على العالم من قِبل نظام غربي ليبرالي، فبعد الحرب العالمية الثانية بنت الولايات المتحدة وشركاءها نظاما دوليا متعدّد الأوجه ومترامي الأطراف، تمّ تنظيمه ليتمحور حول الانفتاح الاقتصادي، المؤسّسات متعدّدة الأطراف، التعاون الأمني والتضامن الديمقراطي. طوال هذه المدّة، صارت الولايات المتحدة بمثابة “المواطن الأول” لهذا النظام، مُوفّرةً قيادة الهيمنة، مُثبّتةً للتحالفات، مُحقّقةً لاستقرار الاقتصاد العالمي، مُعزّزةً للتعاون ومنتصرةً لقيم “العالم الحرّ”. صعدت أوروبا الغربية واليابان باعتبارهما شريكيْن أساسيين، وَثَّقتا أمنهما وثروتهما الاقتصادية بهذا النظام الليبرالي المتوسّع.
وبعد نهاية الحرب الباردة، انتشر هذا النظام في الخارج، أنجزت دولٌ في شرق آسيا، أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية انتقالاتٍ ديمقراطية وصارت مندمجةً في الاقتصاد العالمي. وبالقدر الذّي توسّع فيه نظام ما بعد الحرب، اتسعت أيضاً مؤسّسات الحَوْكَمة المتعلّقة به. توسّع الناتو، وتمّ إطلاق منظمة التجارة العالمية، كما أخذت مجموعة العشرين الكبار (G20) مركز الصدارة. وبالنظر إلى وضع العالم مع نهاية القرن العشرين، يُمكن إلتماس العذر لذلك الذّي يُفكّر بأنّ التاريخ كان متحرّكاً في اتجاه تقدّميٍ، ليبرالي ودولي النزعة.