logo-3

العدد الخامس عشر يوليو 2019 / دراسات

الذئاب المنفردة: العمليات واستراتيجيات المواجهة

يوليو/تموز 2019

يوليو/تموز 2019

باحث وإعلامي متخصص في رصد وتحليل اتجاهات وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الأجنبية.

ملخص

إن دراسة تكتيك “الذئب المنفرد” ضمن الحالة الجهادية بمعزلٍ عن السياق العام لهذه الظاهرة قد يؤدي إلى استنتاجات مجتزأة أو خاطئة، لذلك فإن الفهم الدقيق لهذا المصطلح الذائع صيته في الدوائر الإعلامية والسياسية والحكم على استخداماته المعاصرة يتطلب تشريحا عميقًا بدءًا من خلفيته وجذوره التاريخية وحتى اللغط اللغوي الدائر حوله في أوساط الباحثين.

لكن القيام بهذه المهمة لا يمكن أن يتأتى بالاعتماد فقط على المصادر الجهادية وحدها؛ إذ يفرز هذا النهج صورة مجتزأة، وربما تجميلية؛ لذلك كان من الضروري الاستعانة بما أنتجته المؤسسات البحثية الغربية- رغم أنها في هذه الحالة تقوم بدور الآخر المناوئ- حتى تكتمل الصورة.

بيد أنه في الوقت ذاته، لا يفوت أن الطرح البحثي الغربي، باعتباره خصمًا، لا يخلو من الشعبوية التي تهيمن على التناول الإعلامي والخطاب السياسي لهذا المصطلح، وعليه فكما نحتاج إلى استحضار الرأي الآخر ليكون الطرح متزنًا، فإنه من الضروري في الوقت ذاته طرح السؤال البديهي في هذا المقام المفعم بالتشكك: مَن المستفيد من تحويل هذا التكتيك من خطر هامشي- حين يكون مرتبطًا بالعنصريين البيض مثلا- إلى تهديد رئيسي- حين يكون مرتبطًا بالجهاديين الإسلاميين؟

وفي مقابل التغطية الإعلامية والخطاب السياسي الغربي، الذي تهيمن عليها نزعة العداء للإسلام، تحاول الورقة طرح وجهة نظر موازِنة حول علاقة هذا التكتيك بالحالة الجهادية التاريخية والراهنة، مستعينة بالإحصائيات الغربية التي تضع المتطرفين البيض في مرتبة متقدمة عن الجهاديين، الذين أصبحوا فقط في صدارة المشهد منذ الثمانينيات وأوائل التسعينات.

مقالات ذات صلة