العدد الثالث والعشرين يوليو 2021 / دراسات
الجيوش وجهوزيتها في مواجهة وباء كورونا
يوليو/تموز 2021

ملخص
ظهر فيروس “كوفيد-19” المعروف باسم فيروس كورونا المستجد في الصين في ديسمبر 2019، وانتشر بفعل التقدم الكبير في حركة النقل الجوي والبري والبحري وبسرعة أكبر مما توقع كثيرون. وفي 11 مارس 2020 أفيد أن الوباء انتشر في اكثر من 110 دولة وصنفت منظمة الصحة العالمية هذا الوباء “بوباء عالمي”.
هذا التصنيف يعني أن العالم بأكمله معرض لهذا الوباء وتصبح الحكومات وأنظمتها الصحية ملزمة برفع درجة استعدادها لمواجهة العدوى وزيادة التدابير لمعالجة الحالات المرضية واتخاذ إجراءات مشددة لمكافحة الانتشار في قطاعات عديدة أبرزها الصحة والنقل والتعليم والبيئة ومن بينها أيضاً قطاع القوات المسلحة.
لغاية مايو 2021، تجاوز عدد الإصابات في العالم 150 مليوناً وعدد الوفيات 3 ملايين ونصف المليون من بينهم 33 مليون إصابة ونصف مليون وفاة في الولايات المتحدة الأميركية وحدها.
فور انتشار الفيروس بادرت السلطات الصحية والإدارية إلى فرض تدابير للمعالجة وللحد من انتشار الفيروس. فرضت بعض الدول حجراً على المصابين بالفيروس وغير المصابين أيضاً في فنادق محددة ولمدة 14 يوماً وهذا ما عقّد حركة انتقال الأشخاص في بلدان معينة وفي أوقات معينة.
وتحوّل الحجر إلى إجراء علاجي يفرض على المصاب بالفيروس الذي تسمح حالته بتلقي العلاج في منزله ويفرض كذلك على المخالطين بأن يحجروا أنفسهم لمدة 14 يوماً من أجل التثبت من عدم إصابتهم. وقد أدى ذلك إلى تعقيدات كبيرة على علاقات العمل والعلاقات الاجتماعية بما في ذلك نشاطات القوات المسلحة.
والإجراء الثاني هو الإغلاق وهو يفرض التزام السكان منازلهم واتباع إرشادات السلطات الإدارية والأمنية والصحية التي تنظم عملية الخروج المحدودة من المنازل لأسباب معيشية. الإجراء الثالث هو التباعد الاجتماعي ويعني ابتعاد كل إنسان عن الآخر مسافة آمنة تتراوح بين متر ونصف ومترين، لا تسمح للفيروس بالانتقال.
ونتج عن التباعد الاجتماعي نهاية عادات شخصية واجتماعية أهمها التقبيل والعناق والسلام بالأيدي. كما فرض التباعد الاجتماعي قيوداً على مقرات العمل والمدارس والجامعات والتجمعات الدينية والنشاطات السياسية والرياضية والترفيهية، وخلق مشكلة في وسائل النقل العام في الباصات والقطارات وحتى في سيارات التاكسي التي لا تؤمن مسافة تباعد آمنة بالإضافة إلى مشاكل خاصة بالتجمعات العسكرية على اختلاف أنواعها.
نعرض في هذه الدراسة إلى تأثيرات انتشار الوباء العالمي كوفيد-19 على الجيوش في مختلف أنحاء العالم وخاصة الجهوزية والمهام العملياتية والتدريب وتحقيق العتاد العسكري ودور الجيوش والأجهزة الأمنية في دعم السلطات الصحية والإدارية لمعالجة هذا الوباء.