العدد الخامس يناير 2017 / دراسات
التركيبة النفسية لبنية المؤسسة العسكرية
يناير/كانون الثاني 2017

ملخص
وقد تناولت الدراسة العديد من المفاهيم ذات العلاقة بعلم النفس العسكري. إلى جانب التطرق إلى السمات النفسية للشخصية العسكرية. كما تناولت الدراسة أدوات الاستبداد العسكري.
وانتهت إلى أن الأغراض التي تم تنميط وتنشئة أفراد المؤسسة العسكرية بمختلف مستوياتهم، والبرمجة اللاشعورية من ناحية العقيدة والدين والوطنية والقومية والأسس التي تربى عليها أفراد الوطن الواحد، وما ترتب عليها من تغير في بعض الأفكار والقناعات وبالتالي بعض المعتقدات والمفاهيم لدى أفراد هذه المؤسسة، لهو الدافع الحقيقي خلف السلوك المستهجن والانتهاكات الصارخة التي تمت مع النساء والأطفال والشيوخ والمرضى، وكذلك التكريس والتعبئة المستمرة ليل نهار من الأدوات التي استخدمتها إدارة الشؤون المعنوية وأجهزة المخابرات من تغيير تلك المفاهيم والقناعات، أدت في النهاية إلى تغيير في عدد من الأخلاقيات العامة لدى التركيبة النفسية لهؤلاء، فتجده لا يكترث بمفهوم الرجولة ولا النخوة ولا المروءة، وتستوي عنده حال تنفيذ الأوامر المهمة المشينة مع المهمة الوطنية، ويدخل في حالة من عدم الاتزان، والصدمات المتتالية تخرج شخصية مشوهة غير واضحة، تأتي بالضرورة بهذه السلوكيات التي ما تلبث أن تدخل في حالة من الصراع الداخلي.
وأكدت الدراسة على أن عددا كبيرا من مكونات المؤسسة العسكرية تتم تربيته وتنشئته من الصغر على عدد من المبادئ والمفاهيم والمعتقدات، ترسخت في الداخل وكان لها بالغ الأثر في تكوين الشخصية، ووفقا لتلك للمتغيرات الأخيرة والحالات المتغايرة من التغريب وغسيل المخ، فقد أدت بعد فوات الأوان إلى الوقوع في براثن الأخطاء الكارثية التي لا تغتفر، وإلى دخول الأفراد وكثير من القيادات في حالة من الصراعات الداخلية وتأنيب الضمير والشعور بالذنب، والذي يلاقي ويواجه في الشخصية العسكرية بالكبت والترهيب والتهديد المستمر، ناهيك عن السجن والتعذيب والتشديد، بل ويصل إلى حد التصفية والموت، نتيجة لهذه الصراعات التي أحيانا تظهر على السطح ولا يستطيع الفرد أن يكتمها في نفسه وتظهر على انفعالاته وتصرفاته.