logo-3

العدد الثالث والعشرين يوليو 2021 / دراسات

البنوك المركزية ومواجهة أزمة كورونا: الإجراءات والتحديات

يوليو/تموز 2021

ملخص

تقوم السياسات النقدية بدور حيوي في دعم النشاط الاقتصادي والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي من خلال الحفاظ على استقرار الأسعار ومواجهة التضخم، وبناء الثقة في الاقتصاد التي تدعم الاستثمار وتحقيق معدلات النمو المرتفعة.

وقد ظهر جلياً الدور الكبير الذي قامت به البنوك المركزية في أعقاب تفشي فيروس كورونا، واندماج السياسات النقدية والمالية في محاولة لتهميش التداعيات السلبية إلى أقل ما يمكن، علاوة على تخطي العديد من المحاذير الاجرائية والانضباطية التي وضعتها البنوك المركزية في أعقاب أزمات مالية سابقة.

وهي الأمور التي استدعت قلقاً كان متراكما بالفعل في أعقاب تداخلات مناظرة ولكن على نطاق أقل لمواجهة ازمات كبري سابقة، وانعكس هذا القلق في تساؤلات حول إمكانية أن تتخلي البنوك المركزية عن القيام بمثل هذه الأدوار في المستقبل، أو على الأقل أن تخفف من هذه التخلات كماً ونوعاً، وحول التحديات لبنوك المركزية والتي نجمت من توالي هذه التدخلات سواء في الأزمة الحالية أو في الأزمات السابقة، علاوة على التساؤل حول إمكانية احتفاظ البنوك المركزية باستقلاليتها، والتي تعد أهم روافع الثقة في السياسات النقدية والبنوك المركزية. وذلك ما تحاول الدراسة بحثه بالتفصيل.

أهمية الدراسة:

أثيرت العديد من النقاشات حول مصداقية البنوك المركزية وسياساتها النقدية بعدما أصبح الاعتماد عليها كمصدر سيولة رئيس معتاداً، فهي أضحت جاهزة للتدخل عند تعرض الأسواق لأية مخاطر. وبعد توالي التدخلات من البنوك المركزية في الأزمات الاقتصادية السابقة، ثم التدخلات المكثفة بعد أزمة كورونا أصبح المستمثرون ينتظرون ويثقون في حدوث هذه التدخلات.

لقد اضطرت البنوك المركزية إلى التدخل وربما التدخل المفرط مرارا، وبشكل زائد عن الحد، وفي سياسات لم تختبر من قبل، مستخدمة سلسلة من الإجراءات غير التقليدية – وغير المجربة – لدعم النمو الاقتصادي وتجنب حدوث انكماش يكون ذو آثار تخريبية.

وقد خلقت هذه التدخلات الكثير من التحديات للبنوك المركزية، ومنها تقويض بعضاً من استقلاليتها، بالإضافة إلى مخاطر فقدان القدرة على التأثير في ظل استهلاك الأدوات المتاحة بعمق وكثافة مع بداية الأزمة الراهنة، كما عرضت التدخلات مصداقيتها للخطر، حيث تسببت في تضخم عدم المساواة في الثروة وتزايد مخاطر الاستقرار المالي في المستقبل.

وتنبع أهمية هذه الدراسة من تمتع السياسة النقدية والبنوك المركزية بطبيعة مميزة وخاصة للغاية، تجعل ديمومة شفافيتها ومصداقيتها واستقلاليتها أعمدة رئيسة في خلق مناخ الثقة في سياساتها النقدية وفاعليتها، وأن التحديات التي فرضت جراء توالي تدخلاتها العميقة لمواجهة الأزمات لا سيما أزمة كورونا تمثل تهديدا لهذه الأعمدة، ولذلك كان من المهم بحث هذه التحديات، في اطار محاولة لاستشراف مستقبل البنوك المركزية بعد جائحة كورونا.

أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة بشكل عام إلى محاولة الوقوف على مستقبل البنوك المركزية في اعقاب جائحة كورونا، ويتفرع عن هذا الهدف العام مجموعة من الاهداف الفرعية، وهي:

  • التعرف على أهم إجراءات البنوك المركزية لمواجهة تداعيات فيروس كورونا.
  • التحديات التي تواجه البنوك المركزية.
  • مستقبل البنوك المركزية عقب أزمة كورونا.

مقالات ذات صلة