العدد الرابع والعشرين أكتوبر 2021 / دراسات
الانقلاب الرئاسي على الديمقراطية في تونس: الخلفيات والأسباب
أكتوبر / تشرين الأول 2021

ملخص
منذ اندلاع شرارة الثورة التونسيّة في أواخر العام 2010؛ وتونس تسير بخطى ثابتة نحو التحول الديمقراطي، حتى صارت وفقا لأغلب التصنيفات الدولية، دولة ديمقراطية، مقارنة بباقي التجارب العربية التي إما أجهضت ثوراتها بثوراتٍ مضادة ويأسٍ شعبي أو لم تقو على استمرار المضي في مسيرها نحو الديمقراطية. هكذا أصبحت التجربة التونسية بمثابة الاستثناء، والنموذج الأمثل للتحرر الديمقراطي من قبضـة الاستبداد عند شعوب العالم العربي.
وعلى الرغم من كون الديمقراطية هي من أتت بـ “المستقل” قيس سعيّد رئيسا للجمهورية منتخبا من الشعب؛ إلا أن استقلاليته تلك لم تمنعه من افتعال الخلافات السياسية والإدارية التي قوّضت أجهزة الدولة وعطلت أعمال الحكومة وهددت المصالح العامة. فكانت النتيجة أن انتخابه كمرشح ديمقراطي لم يعالج مشكلات الدولة بقدر ما فاقمها، ويعتبر الدستور التونسي والجيش عنصرين أساسين لفهم ما آلت إليه الأحداث.